فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد الألوسي:

قال رحمه الله:
{أَفَمَنِ اتبع رضوان الله} أي سعى في تحصيله وانتحى نحوه {كَمَن بَاء} أي رجع {بِسَخْطٍ} أي غضب عظيم جدًا وهو بفتحتين مصدر قياسي، ويقال: بضم فسكون وهو غير مقيس والجار متعلق بالفعل قبله، وجوز أن يكون حالًا فيتعلق بمحذوف أي رجع مصاحبًا لسخط.
{مِنَ الله} أي كائن منه تعالى.
وفي المراد من الآية أقوال: أحدها: أن المعنى أفمن اتبع رضوان الله تعالى في العمل بالطاعة كمن باء بسخط منه سبحانه في العمل بالمعصية وهو المروي عن ابن إسحاق ثانيها: أن معناه أفمن اتبع رضوان الله في ترك الغلول كالنبي ومن يسير بسيرته كمن باء بسخط من الله تعالى بفعل الغلول، وروي ذلك عن الحسن والضحاك واختاره الطبري لأنه أوفق بالمقام، ثالثها: أن المراد أفمن اتبع رضوان الله تعالى بالجهاد في سبيله كمن باء بسخط منه جل جلاله في الفرار عنه، ونقل ذلك عن الجبائي والزجاج، قيل: وهو المطابق لما حكي في سبب النزول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمر بالخروج إلى أحد قعد عنه جماعة من المنافقين واتبعه المؤمنون فأنزل الله تعالى هذه الآية وفيه بعد وإظهار الاسم الجليل في موضع الإضمار لما مر غير مرة.
{ومأواه جَهَنَّمَ} أي مصيره ذلك، وفي الجملة احتمالان، الأول: أن تكون مستأنفة مسوقة لبيان حال من باء بسخط ويفهم من مقابله أن من اتبع الرضوان كان مأواه الجنة ولم يذكر ذلك ليكون أبلغ في الزجر، وقيل: لم يذكر مع الرضوان الجنة لأن رضوان الله تعالى أكبر وهو مستلزم لكل نعيم وكون السخط مستلزمًا لكل عقاب فيقتضي أن تذكر معه جهنم في حيز المنع لسبق الجمال الجلال فافهم، والثاني: أنها داخلة في حيز الموصول فتكون معطوفة على {بَاء بِسَخْطٍ} عطف الصلة الاسمية على الصلة الفعلية، وعلى كلا الاحتمالين لا محل لها من الإعراب {وَبِئْسَ المصير} إما تذييل أو اعتراض، أو معطوف على الصلة بتقدير ويقال في حقهم ذلك، وأيًا مّا كان فالمخصوص بالذم محذوف أي {وبئس المصير} جهنم، والمصير اسم مكان، ويحتمل المصدرية وفرقوا بينه وبين المرجع بأن المصير يقتضي مخالفة ما صار إليه من جهنم لما كان عليه في الدنيا لأن الصيرورة تقتضي الانتقال من حال إلى حال أخرى كصار الطين خزفًا، والمرجع انقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها كقولك: مرجع ابن آدم إلى التراب، وأما قولهم: مرجع العباد إلى الله تعالى فباعتبار أنهم ينقلبون إلى حال لا يملكون فيها لأنفسهم شيئًا كما كان قبل ما ملكوا. اهـ.

.من فوائد الشعراوي:

قال رحمه الله:
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ الله كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ الله وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
والحق سبحانه وتعالى حين يطرح بعض القضايا طرح الاستفهام، فهو يطرحها لا ليعلم هو فهو عالم، ولكن ليستنطق السامع، ونطق السامع حجة فوق خبر المخبر، فلو قال: إن الذي يتبع رضوان الله لا يساوي من ذهب إلى سخط الله لكان ذلك إخبارا منه وهو صادق فيما يقول، لكنه سبحانه يريد أن يستنطق عباده بالقضية، {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ الله كَمَن بَاءَ}، {بَاءَ} أي: رجع {بِسَخَطٍ مِّنَ الله}.
لا شك أن كل من يسمع عن الفاروق بين اتباع الرضوان، أو الرجوع بالسخط يقول: إن اتباع الرضوان يرفع درجة الإنسان، والذي يبوء بالسخط يهبط إلى درك الخسران، فالقضية قالها السامع.. فكأن الحق يستنطقنا بالقضية لتكون حجة علينا، والذي يتبع رضوان الله بالطاعة، أيساويه من يرجع إلى سخط الله بالمعصية؟!
أفمن يتبع رضوان الله فلا يغُل في الغنيمة ولا يختان في الأمانة كمن غل في الغنيمة وخان في الأمانة؟
أفمن اتبع رضوان الله بأن استمع لأوامر الله حين استنفره لجهاد العدو، كمن لم يذهب لنداء الله ليكون في جند الله مقاتلا لعدو الله، لا؛ فالذي لا يستجيب لنداء الله هو من يبوء بسخط الله.
والسخط هو: إظهار التقبيح، لكن إظهار التقبيح قد لا يؤثر في أناس غليظى الإحساس، لا تنفع فيهم اللعنة أو الشتائم؛ لذلك جاء سبحانه بالحكم: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} {وَمَأْوَاهُ} أي المكان الذي يأوي ويرجع إليه هو جهنم وبئس المصير. وبعد ذلك يقول الحق: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ الله}. اهـ.

.تفسير الآية رقم (163):

قوله تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ الله وَالله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أفهم الإنكار على من سوّى بين الناس أنهم متمايزون صرح بذلك في قوله: {هم درجات} أي متباينون تباين الدرجات.
ولما كان اعتبار التفاوت ليس بما عند الخلق قال: {عند الله} أي الملك الأعلى في حكمه وعلمه وإن خفي ذلك عليكم، لأن الله سبحانه وتعالى خلقهم فهو عالم بهم حين خلقهم {والله} أي الذي له جميع صفات الكمال {بصير} أي بالبصر والعلم {بما يعملون} أي بعد إيجادهم، لأن ذلك أيضا خلقه وتقديره، ولس لهم فيه إلا نسبته إليهم بالكسب، فهو يجازيهم بحسب تلك الأعمال، فكيف يتخيل أنه يساوي بينهم في المآل وقد فاوت بينهم في الحال وهو الحكم العدل! فعلم بما في هذا الختام من إحاطته بتفاصيل الأعمال صحة ما ابتدئ به الكلام من التوفية. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

تقدير الكلام: لهم درجات عند الله، إلا أنه حسن هذا الحذف، لأن اختلاف أعمالهم قد صيرتهم بمنزلة الأشياء المختلفة في ذواتها.
فكان هذا المجاز أبلغ من الحقيقة والحكماء يقولون: إن النفوس الإنسانية مختلفة بالماهية والحقيقة، فبعضها ذكية وبعضها بليدة، وبعضها مشرقة نورانية، وبعضها كدرة ظلمانية، وبعضها خيرة وبعضها نذلة، واختلاف هذه الصفات ليس لاختلاف الامزجة البدنية، بل لاختلاف ماهيات النفوس، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة» وقال: «الأرواح جنود مجندة» واذا كان كذلك ثبت أن الناس في أنفسهم درجات، لا أن لهم درجات. اهـ.

.قال القرطبي:

قيل: {هُمْ دَرَجَاتٌ} مُتفاوِتةٌ، أي هم مُختلفُوا المنازِل عند الله؛ فَلِمن اتّبع رضوانه الكَرامةُ والثّوابُ العظيمُ، ولِمن بَاءَ بِسَخَطٍ منه المَهانةُ والعذابُ الأليمُ.
ومعنى {هُمْ دَرَجَاتٌ}.
أي ذَوُو دَرَجاتٍ.
أو على دَرَجات، أو في دَرجاتٍ، أو لهم دَرَجاتٌ.
وأهل النار أيضا ذوو دَرَجات؛ كما قال: «وجدته في غَمَرات من النار فأخرجته إلى ضَحْضَاح» فالمؤمن والكافر لا يستويان في الدّرجة؛ ثم المؤمنون يختلفون أيضا، فبعضهم أرفع درجة من بعض، وكذلك الكفار.
والدّرجةُ الرّتبةُ، ومنه الدَّرَج: لأنه يُطوَى رُتْبةً بعد رُتْبةٍ.
والأشهر في منازل جهنم دَرَكات؛ كما قال: {إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار} [النساء: 145] فلمن لم يَغُلّ درجات في الجنة، ولمن غَلّ دَركاتٌ في النار.
قال أبو عبيدة: جهنَّمُ أَدْرَاكٌ، أي منازل؛ يُقال لكل منزل منها: دَرَك ودَرْك.
والدّرَكُ إلى أسفل، والدّرجُ إلى أعلى. اهـ.

.قال الفخر:

{هم} ضمير عائد إلى شيء قد تقدم ذكره، وقد تقدم ذكر من اتبع رضوان الله وذكر من باء بسخط من الله، فهذا الضمير يحتمل أن يكون عائدًا إلى الأول، أو إلى الثاني، أو إليهما معًا، والاحتمالات ليست إلا هذه الثلاثة.
الوجه الأول: أن يكون عائدا إلى {مَنِ اتبع رِضْوَانَ الله} وتقديره: أفمن اتبع رضوان الله سواء، لا بل هم درجات عند الله على حسب أعمالهم، والذي يدل على أن هذا الضمير عائد إلى من اتبع الرضوان وأنه أولى، وجوه:
الأول: أن الغالب في العرف استعمال الدرجات في أهل الثواب، والدركات في أهل العقاب.
الثاني: أنه تعالى وصف من باء بسخط من الله، وهو أن مأواهم جهنم وبئس المصير، فوجب أن يكون قوله: {هُمْ درجات} وصفا لمن اتبع رضوان الله.
الثالث: أن عادة القرآن في الأكثر جارية بأن ما كان من الثواب والرحمة فإن الله يضيفه إلى نفسه، وما كان من العقاب لا يضيفه إلى نفسه، قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} وقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص} [البقرة: 178] {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصيام} [البقرة: 183] فما أضاف هذه الدرجات إلى نفسه حيث قال: {هُمْ درجات عِندَ الله} علمنا أن ذلك صفة أهل الثواب.
ورابعها: أنه متأكد بقوله تعالى: {انظر كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَلَلأَخِرَةُ أَكْبَرُ درجات وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 21].
والوجه الثاني: أن يكون قوله: {هُمْ درجات} عائدا على {مِّن بَاءَ بِسَخَطٍ مّنَ الله} والحجة أن الضمير عائد إلى الأقرب وهو قول الحسن، قال: والمراد أن أهل النار متفاوتون في مراتب العذاب، وهو كقوله: {وَلِكُلّ درجات مّمَّا عَمِلُواْ} [الأحقاف: 19] وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل يحذى له نعلان من نار يغلي من حرهما دماغه ينادي يا رب وهل أحد يعذب عذابي».
الوجه الثالث: أن يكون قوله: {هُمْ} عائدا إلى الكل، وذلك لأن درجات أهل الثواب متفاوتة، ودرجات أهل العقاب أيضا متفاوتة على حسب تفاوت أعمال الخلق، لأنه تعالى قال: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} [الزلزلة: 7، 8] فلما تفاوتت مراتب الخلق في أعمال المعاصي والطاعات وجب أن تتفاوت مراتبهم في درجات العقاب والثواب. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
قوله: {عَندَ الله} أي في حكم الله وعلمه، فهو كما يقال: هذه المسألة عند الشافعي كذا، وعند أبي حنيفة كذا، وبهذا يظهر فساد استدلال المشبهة بقوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [الأنبياء: 19] وقوله: {عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ} [القمر: 55]. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}:

قال الفخر:
المقصود أنه تعالى لما ذكر أنه يوفي لكل أحد بقدر عمله جزاء، وهذا لا يتم إلا إذا كان عالما بجميع أفعال العباد على التفصيل الخالي عن الظن والريب والحسبان، أتبعه ببيان كونه عالما بالكل تأكيدا لذلك المعنى، وهو قوله: {والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
وذكر محمد بن إسحاق صاحب المغازي في تأويل قوله: {وَمَا كَانَ لِنَبِىّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] وجها آخر فقال: ما كان لنبي أن يغل أي ما كان لنبي أن يكتم الناس ما بعثه الله به إليهم رغبة في الناس أو رهبة عنهم ثم قال: {أَفَمَنِ اتبع رضوان الله} يعني رجح رضوان الله على رضوان الخلق، وسخط الله على سخط الخلق، {كَمَن بَاء بِسَخَطٍ مّنَ الله} فرجح سخط الخلق على سخط الله، ورضوان الخلق على رضوان الله، ووجه النظم على هذا التقرير أنه تعالى لما قال: {فاعف عَنْهُمْ واستغفر لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ في الأمر} [آل عمران: 159] بين أن ذلك إنما يكون معتبرا إذا كان على وفق الدين، فأما إذا كان على خلاف الدين فإنه غير جائز، فكيف يمكن التسوية بين من اتبع رضوان الله وطاعته، وبين من اتبع رضوان الخلق، وهذا الذي ذكره محتمل، لأنا بينا أن الغلول عبارة عن الخيانة على سبيل الخفية، وأما أن اختصاص هذا اللفظ بالخيانة في الغنيمة فهو عرف حادث. اهـ.

.فوائد بلاغية:

قال أبو حيان:
وتضمنت هذه الآيات الطباق في: ينصركم ويخذلكم، وفي رضوان الله وبسخط.
والتكرار في: ينصركم وينصركم، وفي الجلالة في مواضع.
والتجنيس المماثل: في يغل وما غل.
والاستفهام الذي معناه في: أفمن اتبع الآية.
والاختصاص في: فليتوكل المؤمنون، وفي: وما كان لنبي، وفي: بما يعملون خص العمل دون القول لأن العمل جل ما يترتب عليه الجزاء.
والحذف في عدة مواضع. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
{هُمْ دَرَجَاتٌ} مبتدأ وخبر، ولابد من تأويل بالإخبار بالدرجات عن {هم} لأنها ليست إياهم، فيجوز أن يكون جُعُلوا نَفْسَ الدرجات مبالغةً، والمعنى: أنهم متفاوتون في الجزاء على كَسْبهم، كما أن الدرجات متفاوتة والأصل على التشبيه، أي: هم مثل الدرجات في التفاوت.
ومنه قوله: [الوافر]
أنصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَريهم ** رِجَالِي أمْ هُمُ دَرَجُ السُّيُولِ

ويجوز أن يكون على حَذْف مضاف، أي: هم ذوو درجات، أي: أصحاب منازل ورُتَب في الثواب والعقاب وأجاز ابنُ الخطيب أن يكون في الأصل: لهم درجاتٌ- فحُذِفت اللامُ- وعلى هذا يكون {درجات} مبتدأ، وما قبلها الخبرُ، وردَّه بعضهم، وقال: هذا من جهله وجهل متبوعيه- من المفسرين- بلسان العرب، وقَالَ: لا مساغ لحذف اللام ألبتة؛ لأنها إنما تُحَذَف في مواضع يضطر إليها، وهنا المعنى واضحٌ، مستقيم من غير تقدير حَذْف.
قال شهابُ الدينِ: وادِّعاء حذف اللام خَطَأٌ، والمخطئ معذورٌ؛ وقد نُقِلَ عن المفسرين هذا، ونقل عن ابن عبَّاسٍ والحسنِ لكل درجات من الجنة والنار، فإن كان هذا القائل أخذ من هذا الكلام بأن اللام محذوفة فهو مخطئ؛ لأن هؤلاء- رضي الله عنهم- يفسِّرون المعنى لا الإعراب اللفظي.
وقرأ النخعي {هم درجة} بالإفراد على الجنس.
قوله: {عِندَ الله} فيه وجهان:
أحدهما: أن يتعلق بـ {درجات} فيكون في محل رفع.
فصل:
{هم} عائد إلى لفظ من في قوله: {أَفَمَنِ اتبع رِضْوَانَ الله} ولفظ كم معناه الجمع. ونظيره قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا} [السجدة: 18]. ثم قال: {لا يستوون} بصيغة الجمع، وهو عائد إلى من. اهـ..
سؤال: فإن قيل: كيف جعل لكل درجات؛ وأحد الفريقين لهم دركات لا درجات؟
قلنا: الدرجات تستعمل في الفريقين بديل قوله تعالى في سورة الأحقاف {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}.
وتحقيقه: أن بعض أهل النار أخف عذابا، فمكانه فيها أعلى، وبعضهم أشد عذابا فمكانه فيها أسفل.
ولو سلم اختصاص الدرجات بأهل الجنة كان قوله: {هم درجات} راجعا إليهم خاصة؛ تقديره: أفمن اتبع رضوان الله، وهم درجات عند الله كمن باء بسخط من الله وهم دركات؟ إلا أنه حذف البعض لدلالة المذكور عليه. اهـ..